فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (٥) ذلِكَ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (٦) الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ (٧)
____________________________________
والنزول ، باعتبار ، أن تقديرات الأرض تكون في السماء ، ثم تصعد الآثار إلى السماء (فِي يَوْمٍ) أي أن النزول والعروج منسوبان إلى يوم ، فإن «في» بمعنى النسبة (كانَ مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) فهما في زمان يسير ، لكن المسافة الحقيقة ، هي تقطع في ألف سنة ، خمسمائة سنة نزولا ، وخمسمائة سنة صعودا ، أو أن المراد ، أن نتائج الأعمال ، إنما ترفع إلى مقام جلال الله سبحانه ، في يوم القيامة ، الذي يعادل ألف سنة.
[٧](ذلِكَ) الذي خلق السماوات والأرض بتلك الأوصاف (عالِمُ الْغَيْبِ) أي يعلم ما غاب عن الحواس (وَالشَّهادَةِ) الأشياء ، التي يشاهدها الإنسان بإحدى حواسه (الْعَزِيزُ) الغالب في سلطانه (الرَّحِيمُ) الذي يرحم الخلق ، ويتفضل عليهم بأنواع النعم.
[٨](الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ) بأن أتى بأحسن المزايا والخصوصيات ، التي يمكن أن يكون الخلق عليها ، على نحو يقتضي الحكمة والصلاح ، فحتى الإنسان الأعمى أحسن الله في خلقه غاية الإحسان ، فإن العمى ، وإن كان نقصا في ذاته ، إلا أنه جعله عبرة وعظة ، وما أعدّ له من الثواب ، إن صبر وعمل صالحا ، يردفه في جملة ما حسّن خلقه (وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ) فإن آدم خلق من الطين ، الذي هو تراب مخلوط بالماء.