قَوْماً ما أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (٣) اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ ما لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ
____________________________________
(قَوْماً) بأنهم إن بقوا على الكفر ، وعملوا بالمعاصي ، كان مصيرهم إلى النار (ما أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ) فإن كفار مكة ، لم يأتهم رسول ينذرهم قبل بعثة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم (لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ) أي لكي يهتدوا إلى طريق الله سبحانه.
[٥] ثم بين سبحانه «رب العالمين» بقوله أنه هو (اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما) من أنواع الحيوان ، والإنسان والنبات ، والهواء ، والملائكة ، وغيرها (فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ) وقد جرت عادته سبحانه على التدريج في الخلق ، كما نشاهد في خلق الإنسان ، والنبات ، والحيوان ، وعلى هذا الناموس العام ، كان خلق الكون تدريجيا في ستة أيام والسر في هذا العدد الخاص ، هو السر ، في أي عدد كان ، وهو السر في تسعة أشهر للحمل ، والمدة الفلانية في النبات ، والحيوان ، وهكذا ، فهو أحد مصاديق التدريج ، والظاهر ، أن المراد مقدار ستة أيام ، وإلا فقبل الشمس ، لم يكن نهار وليل (ثُمَّ اسْتَوى) سبحانه (عَلَى الْعَرْشِ) أي استولى عليه ، وهذا معنى كنائي ، كما يقال : استوى الملك على سرير الملك ، يراد أنه ، أخذ زمام السلطة بيده ، وإن لم يكن هناك سرير ، والإتيان بثم مع أنه سبحانه ، كان قائما على كل شيء ، لأنه لم يكن قبل خلق الكون شيء ، حتى يقال : استولى عليه ، فتحقق الاستيلاء ، إنما هو بتحقق المستولى عليه (ما لَكُمْ) أي ليس لكم أيها البشر (مِنْ دُونِهِ) أي سواه سبحانه (مِنْ وَلِيٍ) يلي