الم (١) تَنْزِيلُ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (٢) أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ
____________________________________
[٢](الم) «ألف» و «لام» و «ميم» جنس لحروف هذه السور ، التي عجز البشر من الإتيان بمثلها ، أو إنها رموز بين الله والرسول ، أو لأن المشركين ، كانوا يصيحون حين يبدأ الرسول بالقرآن ، ليمنعوا الناس عن سماع صوته وإيقاعه في الغلط ، فكانت تنزل المقطعات لتوجب الدهشة فيهم فينصتوا استغرابا وهناك يلقّنوا القرآن ، أو غيرها من الأقوال.
[٣](تَنْزِيلُ الْكِتابِ) خبر ، ل «الم» واللام في «الكتاب» للعهد ، أي أن «الم» أو هذه الآيات ، تنزيل الكتاب الذي وعدتم به من قبل ، على لسان الأنبياء ، أو لسان الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقد وضع المصدر ، وهو «تنزيل» موضع المفعول ، فهذه الآيات ، هو الكتاب المنزل ، أو «الم» هو الكتاب المنزل ، كما وضع المصدر موضع الفاعل في «زيد عدل» أي عادل (لا رَيْبَ فِيهِ) أي ليس الكتاب محل ارتياب ، وإن ارتاب فيه المبطلون ، كما تقول : لا ريب في أن وقت طلوع الشمس أو الصبح ، يعني ليس محل ارتياب ، وإن كان هناك «سوفسطائيون» ينكرون ذلك ، أو يشكون فيه (مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ) ، وإلا فلو لم يكن من رب العالمين ، فلما ذا لا يتمكن البشر من الإتيان كمثله.
[٤](أَمْ يَقُولُونَ) أي بل يقول هؤلاء الكفار (افْتَراهُ) أي نسب الرسول القرآن إلى الله كذبا ، وليس الأمر كما يقولون (بَلْ هُوَ الْحَقُ) المطابق للواقع (مِنْ رَبِّكَ) أي من طرفه سبحانه ، وليس مفترى على الله تعالى ، كما زعموا ، وقد أنزله سبحانه (لِتُنْذِرَ) يا رسول الله