وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جازٍ عَنْ والِدِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ (٣٣) إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ وَما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ
____________________________________
خلاصهم (وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جازٍ عَنْ والِدِهِ شَيْئاً) والابن لا يغني عن أباه ، حتى الشيء القليل (إِنَّ وَعْدَ اللهِ) بالبعث والجزاء (حَقٌ) آت لا ريب فيه (فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا) بأن تصرفكم زهرتها عن الإيمان حتى تذوقوا العذاب يوم القيامة (وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ) أي لا يجرأنكم على عصيان الله ، الشيطان (الْغَرُورُ) الذي يغر كثيرا.
[٣٥](إِنَّ اللهَ) هو العالم القادر ، هو عالم بما تعملون ، وقادر على البعث والجزاء ، ألا ترون إلى آثار علمه وقدرته عندكم ، فإنه سبحانه (عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ) بمعنى ، في أي وقت تقوم القيامة (وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ) أي المطر الدال على كمال قدرته (وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ) أي أرحام النساء ، من ذكر وأنثى ، صحيح أو سقيم ، جميل أو قبيح ، وهكذا ، ولو لم يعلم ذلك لم يتمكن من صنعه بهذه الدقة المدهشة ، أما أنتم أيها البشر ، فأسرعوا في التوبة والرجوع ، إلى هذا الإله العالم القادر ، والعمل الصالح (وَما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً) من خير أو شر ، فلا تسوّفوا التوبة والعمل لغد ، فلعلّ ما أردتم فيه ، لم تتمكنوا من إنجازه (وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ) فلعله مات في نفس مكانه ، لم يقدر على الجري ، ليصلح شأنه ، إن سوّف التوبة ، والعمل