كَفُورٍ (٣٢) يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لا يَجْزِي والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ
____________________________________
من ختر ، بمعنى غدر بالعهد (كَفُورٍ) لله سبحانه ، في المجمع : قيل إن هذا كان سبب إسلام عكرمة بن أبي جهل ، وهو إخلاصهم الدعاء في البحر ، فقد روي السدّي عن مصعب بن سعد عن أبيه ، قال لما كان يوم فتح مكة أمّن رسول الله ، الناس ، إلا أربعة نفر ، قال : اقتلوهم ، وإن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة ، عكرمة بن أبي جهل ، وعبد الله بن أخطل ، وقيس بن صبابة ، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح ، فأما عكرمة ، فركب البحر ، فأصابته ريح عاصفة ، فقال أهل السفينة أخلصوا ، فإن آلهتكم ، لا تغني عنكم شيئا هاهنا ، فقال عكرمة : لئن لم ينجني في البحر ، إلا الإخلاص ، ما ينجيني في البر غيره؟ اللهم إن لك علي عهدا ، إن أنت عافيتني مما أنا فيه ، أن آتي محمدا حتى أضع يدي في يده ، فلأجدنه عفوا كريما ، فجاء فأسلم (١) ... وقد قبل النبي إسلامه ، ومن طريف الأمر إن الإنسان كلما وقع في مشكلة ، لا بد وأن يعرف ما ينجيه ، وما لا ينجيه ، ثم إذا ارتفعت المشكلة ، رجع إلى تقاليده البالية ، وما يفرضه العرف والاجتماع عليه.
[٣٤] وإذا أتم الاحتجاج مع الناس حول الألوهية والمعاد ، جاء السياق لتخويفهم عاقبة أمرهم ، بقوله (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ) أي خافوا عقابه (وَاخْشَوْا يَوْماً) هو يوم القيامة (لا يَجْزِي والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ) أي لا يغني أحد أحدا ، حتى أن الأب الرؤوف بأولاده لا يتمكن من
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٨ ص ٩٥.