وَمَنْ كَفَرَ فَلا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ إِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (٢٣) نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلاً ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلى عَذابٍ غَلِيظٍ (٢٤) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ
____________________________________
عاقبته حسنة ، فأواخر الأمور وهي جزاؤها مربوطة بالله ، فمن أحسن ، جزاه بالخير ، ومن أساء أخزاه بالشر ، فكان كل أمر له ابتداء هو ما يعمله الإنسان ، وانتهاء هو جزاءه الذي يحصّله من جزاء عمله.
[٢٤] وإذ تبين الحق ، فلا يحزن الإنسان لمن عاند ، حتى وصل إلى العذاب (وَمَنْ كَفَرَ فَلا يَحْزُنْكَ) يا رسول الله (كُفْرُهُ) فإن الإنسان لا يحزن للمعاند (إِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ) أي إلى جزائنا رجوعهم ، وهناك (فَنُنَبِّئُهُمْ) أي نخبرهم (بِما عَمِلُوا) من الكفر والعصيان ، ومعنى الإخبار ، بيان ما عملوا ، حتى يعرفوا ، أنهم استحقوا العذاب ، الذي يراد بهم (إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) أي بما يجول فيها من الكفر والعصيان ، فلا يفوته شيء ، ويكون إخباره إخبار عالم ، وجزائه جزاء عادل ، لا ينقص من عذابهم شيئا ، ولا يزيد فيه شيئا.
[٢٥] وإنما نمهلهم في الدنيا للاختبار والامتحان (نُمَتِّعُهُمْ) أي نعطيهم من متع الحياة الدنيا (قَلِيلاً) فإن أيام الدنيا قليلة ، وإن طالت عشرات السنوات ، بالنسبة إلى الآخرة الباقية ، التي لا فناء لها (ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ) أي ندخلهم في الآخرة بكره منهم واضطرار ، واضطر فعل متعد ، ولذا يأخذ المفعول بلا واسطة ، أصله «اضتر» من باب الافتعال ، قلبت التاء «طاء» على القاعدة (إِلى عَذابٍ غَلِيظٍ) أي شديد ، يغلظ عليهم ويصعب.
[٢٦](وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ) أي سألت هؤلاء المشركين الذين يشركون بالله