مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (٢٥) لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (٢٦) وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ
____________________________________
الأصنام (مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ)؟ هل الله خلقها ، أم الأصنام ، (لَيَقُولُنَّ اللهُ) خلقها ، إذ لا يتجرأ أحدهم ، أن ينسب هذا الخلق العظيم ، إلى أصنام من الطين والحجارة ، أو سائر المعادن والأشجار (قُلِ) يا رسول الله ، إذا قالوا ذلك ، وتمت عليهم الحجة ، في أصنام هي باطلة (الْحَمْدُ لِلَّهِ) إذ اعترفوا بوحدة الخالق ، وأقروا بما يلزم بطلان آلهتهم (بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) إن اعترافهم بوحدة الخالق ، موجب لوحدة الإله ، إذ لو لم يكن لأصنامهم شراكة في الخلق ، فما ذا أوجب أن تكون آلهة؟
[٢٧] وإذن فباعتراف الطرفين (لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) فهو المتفرد بالخلق والملك ، إذ الخالق هو المالك (إِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُ) عما سواه من الشركاء ، إذ له كل شيء إلى من ليس له شيء؟ (الْحَمِيدُ) المستحق للحمد ، وحده بدون شريك ، إذ من يعطي كل شيء ، هو المستحق للحمد دون من لا يعطي.
[٢٨] ولا يظن ظان ، أن ما في السماوات والأرض ، أمور معدودة تحيط بها الكتابة والتسجيل ، ليستدل بذلك على محدودية خلق الله ، إن ما خلقه الله سبحانه ، لا يحيط به كتاب ، وإن كانت الأشجار أقلاما ، والبحار وأصفافها مدادا ، وهذا هو الإله الحق ، أما الأصنام ، فمن المضحك أن يتفوه الإنسان ، بأنها في عداد الإله؟ (وَلَوْ أَنَّما فِي الْأَرْضِ مِنْ