بَلْ نَتَّبِعُ ما وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا أَوَلَوْ كانَ الشَّيْطانُ يَدْعُوهُمْ إِلى عَذابِ السَّعِيرِ (٢١) وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى وَإِلَى اللهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ (٢٢)
____________________________________
جواب ذلك (بَلْ نَتَّبِعُ ما وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا) فإنا نقلدهم ، فيما كانوا يقولون من أمر المبدأ والإله ، والمعاد ، وسائر هذه الشؤون الأصولية (أَوَلَوْ كانَ الشَّيْطانُ يَدْعُوهُمْ) بسبب هذا التقليد (إِلى عَذابِ السَّعِيرِ) الهمزة للاستفهام ، والواو للعطف ، والاستفهام إنكاري ، أي إنهم يقلدون آباءهم ، حتى إذا كان التقليد من دعوة الشيطان الموجبة ، لأن يدخل الإنسان النار في خاتمة المطاف ، والسعير اسم من أسامي جهنم ، سميت به لاستعارها واشتعالها.
[٢٣] هذا حال الكفار المجادلون المقلدون لآبائهم ، أما (وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللهِ) بأن يخضع له ، ونسبة التسليم إلى الوجه ، باعتبار أن الإنسان الخاضع نفسه ، يظهر آثار الخضوع على وجهه (وَهُوَ مُحْسِنٌ) في عمله ، بأن كانت عقيدته ، وعمله صحيحتين (فَقَدِ اسْتَمْسَكَ) أي تمسك وأخذ (بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى) فقد شبهت الحياة ، بمحل مهول لا ينجو منه ، إلا من تمسك بشيء ، كالعروة ، فمن الناس من يتمسك بعروة واهية تنقطع ، وتنفصل ، ومنهم من تمسك بعروة وثقى ـ مؤنث أوثق ـ التي لا تنفصم ، حتى ينجو الإنسان عن الأهوال (وَإِلَى اللهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ) فهو في الحياة مستمسك بأقوى العرى ، ومصيره إلى الله ، الذي عمل لأجله ، وحسب أمره في الحياة ، ولا بد أن تكون