وَاصْبِرْ عَلى ما أَصابَكَ إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (١٧) وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ (١٨) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ
____________________________________
يستقل به عقل أو شرع ، وسمي منكرا لأن الناس ينكرونه (وَاصْبِرْ عَلى ما أَصابَكَ) من الأذى في سبيل الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، أو كل ما أصابك من مكاره الدنيا ، فلا تجزع ولا تخرج عن نطاق الأدب والشريعة في المكاره (إِنَّ ذلِكَ) الصبر على ما أصابك ، أو كل ما سبق (مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) العزم ، هو عقد القلب على شيء ، أصله بمعنى القطع ، كأن من نوى شيئا ، فقد قطع هذا الطرف من الأمر ليسير عليه ، ومن يتصف ، بأنه يتمكن أن يقطع الأمور ، ويبنى على الطرف منها ، فقد اتصف بصفة كبري ، حيث لم يعط للشك مجالا لتهديم استقامته ، وصبره وصموده فيما يريد.
[١٩](وَلا تُصَعِّرْ) من «صعر» بمعنى أمال (خَدَّكَ) أي صفحة وجهك (لِلنَّاسِ) بأن تتكبّر عليهم ، فتعرض عنهم بوجهك حين يطلبون منك حاجة ، أو يواجهونك بكلام (وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً) أي مشيا مرحا ، وهو مشي الكبر والخيلاء (إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ) من اختال بمعنى تكبر (فَخُورٍ) يفخر على الناس ، ومعنى لا يحب يكره ، لما سبق من التلازم بين عدم حب الله لشيء ، وكراهته له ، ولعل التعبير ب «لا يحب» لإفادة أن مجرد عدم محبة الله ، كاف في ترك الإنسان لشيء ، فكيف إذا كرهه؟.
[٢٠](وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ) القصد في كل شيء هو حد الوسط فيه بدون إفراط أو تفريط ، أي ليكن مشيا متوسطا ، لا بسرعة تذهب بالبهاء ،