فَلا تُطِعْهُما وَصاحِبْهُما فِي الدُّنْيا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (١٥) يا بُنَيَّ إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ
____________________________________
لي ، وهذا لأجل أن ما لا يكون ، لا يتعلق به علم ، وإن تعلق به القطع ، فهو جهل مركب (فَلا تُطِعْهُما) في الإشراك بي (وَ) لكن (صاحِبْهُما فِي الدُّنْيا مَعْرُوفاً) أي أحسن إليهما ، وأرفق بهما ، في سائر الأمور ما دامت في الدنيا ، فإن شركهما لا يسبب قطع الصلة عنهما ، ومعروفا منصوب لكونه صفة ، لمصدر محذوف ، أي مصاحبة معروفة ، مقابل المصاحبة المنكرة (وَ) أما في الأمور الدينية ، ف (اتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنابَ إِلَيَ) أي رجع إليّ بالإطاعة والامتثال ، وإنما سمي الامتثال إنابة ، باعتبار أنّ الكفار قد أعرضوا عن الله ، فإذا جاء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم رجع جماعة منهم ، ومن أولادهم إلى الله بعد الإعراض منهم ، أو من آبائهم (ثُمَّ إِلَيَ) أي إلى جزائي وحسابي (مَرْجِعُكُمْ) جميعا الأبوين المشركين ، والأولاد المؤمنين ، والمرجع مصدر ميمي ، بمعنى الرجوع (فَأُنَبِّئُكُمْ) أي أخبركم (بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) في دار الدنيا ، لأجازيكم عليه ، والإخبار إنما هو للتذكير ، حيث لا يحسب الإنسان الجزاء ظلما أو عبثا.
[١٧] ثم رجع السياق إلى كلام لقمان مع أبيه ، وقد كان من دأب القرآن الحكيم ، أن يأتي بالجمل المعترضة ، في أواسط الكلام ، مما لها ربط به ، لتنشيط الذهن بالتفنن في الكلام (يا بُنَيَّ إِنَّها) أي فعلة الإنسان المفهوم من قوله (بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ) أي كان ثقل النمل في عالم المعنويات ، مقدار ثقل حبة خردل من عالم