يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (١٢) وَإِذْ قالَ لُقْمانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (١٣) وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ
____________________________________
يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ) فإن فائدة شكره تعود على نفسه ، فإن الشكر يوجب الزيادة في النعم والثواب في الآخرة (وَمَنْ كَفَرَ) بأن لم يشكر ، وصرف النعم في معصية الله ، كأن يصرف نفسه وماله في الكفر والشرك والفسوق والعصيان (فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌ) عن شكر الشاكرين ، والتقدير ، ومن كفر فليعلم إنه لا يضر الله ، لأنه سبحانه غني (حَمِيدٌ) محمود على أفعاله ، فإن ترك هذا الإنسان للحمد والشكر ، لا يخرج الله عن كونه محمودا في السماوات والأرض.
[١٤] ثم ذكر سبحانه جملة من حكمة لقمان ، وما كان يبثه بين الناس ، من المواعظ والنصائح (وَ) أذكر يا رسول الله (إِذْ قالَ لُقْمانُ لِابْنِهِ وَ) والحال إنه كان (هُوَ يَعِظُهُ) أي يؤدبه بالأخلاق الحسنة ويعلمه الخير والرشد (يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللهِ) أي لا تجعل له شريكا ف (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) وهل هناك ظلم أعظم ، من أن يربط الإنسان أعمال الإله ، بمخلوق له ، ما يسبب فساد دينه ودنياه ، وفساد دنيا ودين من اتبعه؟
[١٥] وبهذه المناسبة ، يأتي السياق ليبين جملة من كلام الله سبحانه حول الإنسان ، من جهة أبويه ، فإن احترام الوالدين في طول إطاعة الله ، فكما يجب امتثال أوامر الله ، لأنه الخالق ، كذلك يلزم الإحسان إليهما ، لما تعباه في تكوين الأولاد وتربيتهما (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ) أي أمرناه ، بإطاعة الوالدين وشكرهما ، والإحسان إليهما ، ثم