فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (١١) وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ
____________________________________
بالكفر والشرك والعصيان ، لا دليل لهم على تعدد الآلهة ، وإنما هم (فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) أي انحراف واضح.
[١٣] وإذ كان الكلام حول التوحيد والشرك ، ينتقل السياق إلى قصة «لقمان» الحكيم الذي كان يأمر بالتوحيد ، وينهى عن الشرك (وَلَقَدْ آتَيْنا) أي أعطينا (لُقْمانَ الْحِكْمَةَ) وهو معرفة مواضع الأشياء ، وعلم الارتباط بين الأسباب والمسببات ، بحيث يعلم كيف ينهج الإنسان ، حتى يسعد في الحياة ، عن الصادق عليهالسلام إنه سئل عن لقمان وحكمته التي ذكرها الله عزوجل فقال : أما والله ، ما أوتي لقمان الحكمة بحسب ولا مال ولا أهل ، ولا بسط في جسم ، ولا جمال ، ولكنه ، كان رجلا قويا في أمر الله متورعا في الله ساكتا سكّيتا عميق النظر طويل الفكر حديد النظر مستغني بالعبر ، لم ينم نهارا قط ، ولم يتك في مجلس قط ، ولم يتفل في مجلس قط ، ولم يعبث بشيء قط ، ولم يره أحد من الناس على بول ولا غائط ، ولا اغتسال لشدة تستره ، وعمق نظره ، وتحفظه في أمره ، ولم يضحك من شيء قط ، مخافة الإثم في دينه ، ولم يغضب قط ، ولم يمازح إنسانا قط ، ولم يفرح بشيء ، بما أتاه من الدينا ، إن أتاه من أمرها ، ولا حزن منها على شيء قط ، وقد نكح من النساء ، وولد له الأولاد الكثير ، وقدم أكثرهم إفراطا ، فما بكى على موت أحد منهم ، ولم يمر برجلين يختصمان ، أو يقتتلان إلا أصلح بينهما ، ولم يمض عنهما حتى تحابا ، ولم يسمع قولا قط عن أحد استحسنه إلا سأله عن تفسيره ، وعن من أخذه فكان يكثر مجالسة الفقهاء والحكماء ، وكان يغشي للقضاة والملوك ، والسلاطين ، فيرثي القضاة مما ابتلوا به ، ويرحم الملوك والسلاطين ، لعزتهم بالله