وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دابَّةٍ وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (١٠) هذا خَلْقُ اللهِ فَأَرُونِي ما ذا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ
____________________________________
اضطرب ، أي لئلا تضطرب الأرض معكم أيها البشر (وَبَثَ) أي نشر ، وفرق (فِيها) أي في الأرض (مِنْ كُلِّ دابَّةٍ) من جميع أنواع الدواب المختلفة الأشكال ، والألوان والحجوم والمزايا (وَأَنْزَلْنا) على قاعدة الالتفات من الغيبة إلى التكلم الذي هو من أقسام البلاغة (مِنَ السَّماءِ) من جهة العلو (ماءً) هو المطر (فَأَنْبَتْنا فِيها) في الأرض بسبب ذلك الماء (مِنْ كُلِّ زَوْجٍ) أي من كل صنف من أصناف النبات (كَرِيمٍ) أي مكرّم محترم ، لما فيه من الفوائد والخواص.
[١٢](هذا) الذي ذكر من صنوف الخلق (خَلْقُ اللهِ) فإنه سبحانه ، هو الموجد لهذا كله (فَأَرُونِي) أيها المشركون القائلون بأن لله شريكا (ما ذا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ) أي الآلهة الذين هم غير الله ، والإتيان ب «الذين» للمجاراة مع عبّاد تلك الأصنام ، في المكالمة والمخاطبة ليتناسق التعبير أخذا وعطاء ، وليس لأحد من المشركين ، أن ينسب بعض تلك المخلوقات إلى آلهتهم ، كما نسب الثنوية المضار إلى إله الشر ، إذ توحيد النظام ، والتنسيق دال على توحيد الخالق ، فإن النظام الواحد لا يصدر ، إلا من المنظم الواحد ، ثم ماذا يقيمون من الأدلة ، على أن الشيء الفلاني من الله ، والشيء الفلاني من الشركاء؟ إلا الادعاء ، وإن شئت قلت : إن هناك مخلوقات ، تدل على خالق واحد ، فمن يقول بالأكثر ، فعليه الدليل (بَلِ الظَّالِمُونَ) الذين ظلموا أنفسهم