لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ (٨) خالِدِينَ فِيها وَعْدَ اللهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٩) خَلَقَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ
____________________________________
بالواجبات ، وتركوا المحرمات ، فإنه لا يقال ، فلان يعمل صالحا ، إلا إذا كان آتيا بالواجب تاركا للمحرم (لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ) أي بساتين يتنعمون فيها في الآخرة ، في مقابل العذاب الأليم الذي للكفار.
[١٠] في حال كونهم (خالِدِينَ فِيها) أي دائمين لا زوال لهم عنها (وَعْدَ اللهِ حَقًّا) أي وعد الله ذلك وعدا حقا يتحقق في الخارج ، لا خلف فيه (وَهُوَ الْعَزِيزُ) الغالب على أمره ، فما أراده ، من تعذيب الكفار ، وتنعيم المؤمنين عمله (الْحَكِيمُ) يفعل الأشياء بالحكمة والمصلحة.
[١١] إن الكفار الذين لا يعترفون بالإله لينظروا إلى آثاره ، والمشركون الذين يجعلون له شريكا ، فليأتوا بدليل من الخلق ، يدل على شريكهم (خَلَقَ السَّماواتِ) وهي مدارات الكواكب ، أو أجسام هنالك ، لم يصل إليها العلم ، وسير البشر المحدود في الفضاء (بِغَيْرِ عَمَدٍ) جمع عمود ، أي لا عماد للسماوات (تَرَوْنَها) أي ترون أن لا عماد للسماوات ، وإنما تدور الكواكب ، وتسير بقدرته سبحانه ، أو المراد ، إن السماوات ثابتة بدون أعمدة مرئية ، وإنما عمادها الجاذبية ، التي خلقها الله فيها ، مما لا يراها الإنسان (وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ) أي جبالا راسية ثابتة تمنع الأرض عن التحرك والاضطراب والتفكك ، فهي كأوتاد الأخشاب ، وإلا جذبتها جاذبية النيران ، كما تجذب ماء البحار ـ فيحدث المد والجزر ـ أو تفككت في سيرها السريع ، وانتثرت في الفضاء ، وإنما ألقى في الأرض رواسي : كراهة (أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ) من «ماد» بمعنى