وَيَتَّخِذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ (٦) وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (٧) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ
____________________________________
عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ) (١) (وَيَتَّخِذَها) أي يتخذ سبيل الله ـ فإن السبيل مؤنث مجازي ـ (هُزُواً) آلة استهزاء وسخرية ، فإن الإنسان ، إذا أراد الاستهزاء ، جعل شيئا محور استهزائه (أُولئِكَ) الذين صفتهم ما تقدم (لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ) أي يهينهم ذلك العذاب ، ويذلهم في مقابل ما كانوا يستكبرون ويتعاظمون في الدنيا.
[٨](وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا) أي تقرأ عليه آيات القرآن الحكيم (وَلَّى) وأعرض (مُسْتَكْبِراً) أي في حالة كبر واستعلاء يرى نفسه أكبر من أن يخضع لآيات القرآن (كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها) وإلا فالإنسان العاقل إذا سمع الهدى والرشاد اتبعه واقترب منه وخضع له (كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً) «الوقر» الحمل الثقيل ، أي كان في مسامعه حمل ثقيل يمنعه عن الاستماع ، حتى يهتدي (فَبَشِّرْهُ) يا رسول الله ، وتسميته التخويف بشارة ، استهزاء ، كما كان يستهزأ بآيات القرآن (بِعَذابٍ أَلِيمٍ) مؤلم موجع في القيامة.
[٩] وفي مقابلهم المؤمنون (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا) بما يجب الإيمان به من المعارف والاعتقادات (وَعَمِلُوا) الأعمال (الصَّالِحاتِ) بأن أتوا
__________________
(١) الأنعام : ٥٥.