الم (١) تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ (٢) هُدىً وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ (٣) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (٤)
____________________________________
[٢](الم) من جنس «ألف» و «لام» و «ميم» هذا القرآن المعجز الذي لا يتمكن الجن والإنس على الإتيان بمثله ، ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ، أو إنها رموز بين الله ورسوله ، وفائدته لنا ، إن الرسول يسر به إلى من يعلمه أهلا لذلك.
[٣](تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ) خبر لقوله «الم» وكون الكتاب حكيما ، بمعنى أنه قرر منهجا محكما ، لا يدخله زيغ وفساد ، فإن الحكمة ، وضع الأشياء موضعها اللائق بها.
[٤] في حال كون هذا الكتاب (هُدىً) أي هداية وإرشادا (وَرَحْمَةً) موجبة للرحم والتفضل ، فإن الله سبحانه ، لم ينزل هذا القرآن ، إلا لأن يرحم العباد (لِلْمُحْسِنِينَ) الذين يحسنون في عقيدتهم وعملهم ، وتخصيصهم بالذكر ، لأنهم هم المنتفعون به ، وإن كان في القرآن صلاحية الهداية والرحمة للجميع.
[٥] ثم وصف سبحانه المؤمنين بقوله (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ) بإتيانها دائما حسب آدابها وشرائطها (وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ) أي يعطون الأموال الموجبة لطهارة الأموال وتزكيتها ، والظاهر أن المراد بها ، الصدقة المستحبة ، إذ لم تجب الزكاة المفروضة في مكة (وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ) أي يعتقدون ، والإتيان ب «هم» مكررا للتأكيد ، ولإفادة ، إن المصلي المزكي ، هو المعتقد بالآخرة ، أما غيره ممن يدعي ذلك ، ولا يقوم