لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتابِ اللهِ إِلى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهذا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (٥٦) فَيَوْمَئِذٍ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (٥٧) وَلَقَدْ ضَرَبْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ
____________________________________
بالألوهية والرسالة والمعاد ـ فهم كما كانوا في الدنيا علماء مؤمنين ، لا يفارقهم هذان هناك ـ (لَقَدْ لَبِثْتُمْ) وبقيتم (فِي كِتابِ اللهِ) أي في علم الله وقضائه ، وما كتبه لكم (إِلى يَوْمِ الْبَعْثِ) وهذا كما يقول الإنسان لمن ينازع في مدة بقائه في سفر سافره : إنك في ما سجلت ، أنا بقيت عشرة أيام ، فإن بقاءكم إلى يوم البعث ، هو المهم ، أما أنه طويل أو قصير ، فليس بمهم ، فقد أبقاكم الله في الدنيا للعمل الصالح ، ولم تعملوا (فَهذا يَوْمُ الْبَعْثِ) الذي كنتم تنكرونه (وَلكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) ذلك في الدنيا ، ولذا وقعتم في العذاب هنا.
[٥٨](فَيَوْمَئِذٍ) أي في القيامة (لا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا) أنفسهم بالكفر والعصيان (مَعْذِرَتُهُمْ) أي اعتذارهم ، بما يظهرون من أنواع العذر ، بأنهم ما علموا ، أو أضلهم الرؤساء ، أو أرجعونا نعمل صالحا ، أو ما أشبه (وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ) أي لا يطلب منهم الإعتاب والرجوع إلى الحق ، كما كان يطلب منهم في الدنيا.
[٥٩](وَلَقَدْ ضَرَبْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ) ينفع في إيقاظ الناس عن جهلهم وغيهم ، كتمثيلهم بالأموات ، والصم ، وتمثيل آلهتهم ببيت العنكبوت ، إلى غير ذلك (وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ) يا رسول الله (بِآيَةٍ) لإرشادهم ، مشتملة على مثل أو غير مثل