لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ مُبْطِلُونَ (٥٨) كَذلِكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلى قُلُوبِ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ (٥٩) فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ (٦٠)
____________________________________
(لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا) للذين آمنوا (إِنْ أَنْتُمْ) أي ما أنتم (إِلَّا مُبْطِلُونَ) أي أصحاب أباطيل ، يقال أبطل ، إذا جاء بالباطل.
[٦٠](كَذلِكَ) أي كما طبع الله على قلوب هؤلاء الكفار ، بعد أن أعرضوا عن الحق ، وقد سبق ، أن معنى الطبع ، هو أن يترك الله الإنسان حتى ينحرف ويقسو قلبه ، بعد أن أرشده إلى الطريق فلم يقبل ، وإنما نسب الطبع إليه ، كما ينسب الإفساد إلى الوالد ، فيقال أفسد فلان ابنه ، إذا تركه «بعد أن أرشده ، فلم يقبل» حتى فسد (يَطْبَعُ اللهُ عَلى قُلُوبِ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) التوحيد والرسالة والمعاد ، بأن تركوا التعلم حتى جهلوها.
[٦١](فَاصْبِرْ) يا رسول الله ، على أذى هؤلاء الكفار ، وكفرهم وعنادهم ، فسيأتيك المدد (إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌ) فسينصرك ويخذلهم (وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ) أي لا يستفزنك ، يقال استخفه ، إذا طلب خفته ، بأن يستعتبه لنفسه (الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ) بالله واليوم الآخر ، بأن تترك مهمتك ، أو تداهنهم.