يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ (٥٤) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا غَيْرَ ساعَةٍ كَذلِكَ كانُوا يُؤْفَكُونَ (٥٥) وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمانَ
____________________________________
حالته الأولية ، والمراد الشيبة ، حالة الشيخوخة (يَخْلُقُ ما يَشاءُ) من قوي وضعيف ، وقوة وضعف ، فهما خلقان من خلقه (وَهُوَ الْعَلِيمُ) عليم بمصالح عباده ، ولذا يصرفهم من حال إلى حال (الْقَدِيرُ) على ما يريد.
[٥٦] إن هذا الإتقان في الخلق والتقليب في الخلقة ، من عليم قدير ، لا بد وأن تكون له نهاية متقنة ، وغرض مقصود ، هي القيامة ، فليستعد الإنسان لها ، أما من أجرم ، فيذهب عمره هباء ، وكأنه لم يلبث في الدنيا ، إلّا يسيرا (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ) أي القيامة (يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ) يحلف الذين أجرموا في الدنيا بأنهم (ما لَبِثُوا) ولم يبقوا في الدنيا (غَيْرَ ساعَةٍ) واحدة ، حيث يستضئلون أيام الدنيا ، كما قال (لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ) (١) (كَذلِكَ) أي كما صرفوا هناك عن الصدق ، في مدة بقائهم كذلك (كانُوا) في الدنيا (يُؤْفَكُونَ) يصرفون عن الصدق ، بالنسبة إلى الألوهية ، والرسالة والمعاد.
[٥٧] وكان هذا الكلام من الكفار ، إنما هو بحضور المؤمنين ، فيقول لهم المؤمنون ، وأية فائدة في هذا الكلام : هل طويل كان عمر الدنيا أم قصير ، وإنما المقصود ، كان العمل لأجل هذا اليوم ، وقد فاتكم (وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمانَ) أي أعطوا علما بالمعارف ، وإيمانا
__________________
(١) المؤمنون : ١١٤.