وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٣٨) وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِباً لِيَرْبُوَا فِي
____________________________________
وعمومه من باب الأسوة إلا أنه وردت روايات خاصة صحيحة في أنها نزلت بالنسبة إلى إعطاء فاطمة عليهاالسلام «فدكا» (١) ولا منافاة ، فإن ذلك من باب المصداق (وَ) آت (الْمِسْكِينَ) وهو الفقير (وَابْنَ السَّبِيلِ) وهو الذي سافر ، ثم لا نفقة له لمصرفه ، أو لعوده ، وذلك بأن يعطيهما الإنسان حقهما الواجب من الزكاة والخمس ، أو الأعم حتى يشمل كل مساعدة لهما ، ولو من غير الزكاة والخمس (ذلِكَ) الإعطاء لهؤلاء حقوقهم (خَيْرٌ) من عدم الإعطاء (لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللهِ) أي يعطون قربة إلى الله ، لا رياء وسمعة ، فإن المنع يوفر على الإنسان المال ، والإعطاء يوفر على الإنسان السعادة في الدارين ، والسعادة خير من ذلك المال القليل (وَأُولئِكَ) الذين يعطون هذه الحقوق (هُمُ الْمُفْلِحُونَ) الفائزون بثواب الله تعالى ، في الدنيا والآخرة ، فإنهم يقوّمون بذلك الاجتماع ، وتقوية الاجتماع عائدة إلى تقوية نفس الشخص أيضا ، كما أن ذلك موجب لجزيل الأجر في الآخرة.
[٤٠] وقد كان بعض أصحاب الأموال يعطي الهدية أو نحوها لغيره ، ليعوض عنها بالأزيد ، فبين سبحانه ، أن هذه الكيفية لا تسبب الزيادة والنمو ، وإنما تسبب الزيادة والنمو ، الزكاة والصلاة (وَما آتَيْتُمْ) أي أعطيتم (مِنْ رِباً) «الربا» هو الزيادة من «ربي» بمعنى زاد ، ومنه «الرابية» بمعنى الأرض العالية ، وسمي ما يعطي الإنسان «ربا» لأنه زيادة في الإعطاء ، وليس حقا واجبا (لِيَرْبُوَا) ذلك الربا (فِي
__________________
(١) راجع الكافي : ج ١ ص ٥٤٣.