إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٣٧) فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ
____________________________________
التوسعة دليلا على إكرام الله ، حتى تسبب البطر ، ولا التضييق دليلا على إذلال الله ، حتى يسبب اليأس ، كما أنهم إن وسّع عليهم لزم أن يشكروا ، وإن ضيق عليهم ، وجب أن يصبروا ، ويدعوا ، لا أن يقنطوا ، ف (إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكافِرُونَ) (١) (إِنَّ فِي ذلِكَ) البسط والتضييق (لَآياتٍ) دلالات على أن ذلك من الله (لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) بالله إذ :
كم عاقل عاقل أعيت مذاهبه |
|
وجاهل جاهل تلقاه مرزوقا. |
[٣٩] وإذ تقدم الكلام ، في أن توسعة الرزق منه سبحانه ، كما أن تضييقه منه تعالى ، فلينفق الإنسان حسب المستطاع ، فإن الإنفاق لا يضر ، كما أن الإمساك لا ينفع ، كما قال :
إذا قبل الدنيا عليك فجد بها |
|
على الناس طرا قبل أن تتفلت |
فلا الجود مفنيها إذا هي أقبلت |
|
ولا البخل مبقيها إذا هي ولت |
(فَآتِ) أي أعط يا رسول الله (ذَا الْقُرْبى) أي صاحب القرابة (حَقَّهُ) أي حقه الذي قرره الله له ، من الصلة والإنفاق وغيرها ، وهذه الآية ، وإن كانت عامة تشمل إعطاء كل أحد قرابته ، ما جعل الله له من حق ، إما بأن يكون «آت» خطابا لكل مسلم ، أو خطابا للرسول
__________________
(١) يوسف : ٨٨.