أَمْ أَنْزَلْنا عَلَيْهِمْ سُلْطاناً فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِما كانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ (٣٥) وَإِذا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِها وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ (٣٦) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ
____________________________________
عاقبة كفركم ، وهذا تهديد لهم ، بأنهم سيجازون بالعذاب ، والنكال.
[٣٦] ثم يأتي السياق للتفهيم منهم استفهام عارف ، ليعرفهم خطأهم ، فهل كفر هؤلاء بلا حجة وبرهان (أَمْ أَنْزَلْنا عَلَيْهِمْ سُلْطاناً) أي حجة ، ودليلا ، يدل على تعدد الآلهة؟ (فَهُوَ) أي فذلك البرهان (يَتَكَلَّمُ) المراد يظهر ويبين ذلك البرهان (بِما كانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ)؟ كلا : لم ينزل سلطان عليهم ، وإنما كفروا وأشركوا ، بلا حجة وبرهان.
[٣٧] إن المؤمن لا ييأس عند الشدة ، ولا يبطر عند النعمة ، أما الكافر ، ومن ضعف إيمانه ، فإنه ـ لخفة نفسه وعدم اتزان روحه ـ إن أعطي بطر ، وإن منع يئس (وَإِذا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً) أي أتيناهم نعمة وفضلا (فَرِحُوا بِها) أي بتلك الرحمة بطروا (وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ) أي بلاء ومصيبة ، وسمي ذلك سيئة لأنها تسيء إلى الإنسان (بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ) أي بسبب بعض أعمالهم التي عملوها ، وإنما نسب التقديم إلى اليد ، لأنها الغالبة في مزاولة الأعمال (إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ) وييأسون عن روح الله المفرّج لهذه السيئة.
[٣٨](أَوَلَمْ يَرَوْا) هؤلاء الذين يبطرون بالنعمة ، ويقنطون بالسيئة (أَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ) أي يوسعه (لِمَنْ يَشاءُ) مما اقتضت المصلحة توسعته (وَيَقْدِرُ) أي يضيق الرزق لمن يشاء من «قدر» بمعنى «ضيّق» فليست