كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (٣٢) وَإِذا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذا أَذاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (٣٣) لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (٣٤)
____________________________________
كان كل طائفة منهم ، شيعة لمسلك ومبدأ (كُلُّ حِزْبٍ) وشيعة (بِما لَدَيْهِمْ) من الدين والمسلك (فَرِحُونَ) إذ يعتبرون دينهم ، أحسن الأديان ، وطريقتهم خير الطرق.
[٣٤] ومن متناقضات المشركين ما بينه سبحانه بقوله (وَإِذا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ) أي لامسهم ونزل بهم ضرر مالي أو جسمي ، أو ما أشبه (دَعَوْا رَبَّهُمْ) لكشف ذلك الضر ، ولا يدعون الشركاء ، لأنهم يعلمون إن الكاشف للضر ، هو الله وحده دون شركائهم (مُنِيبِينَ) أي راجعين (إِلَيْهِ) وحده ، بدون الرجوع إلى الشركاء معه (ثُمَّ إِذا) لبّى دعاءهم ، وكشف ضرّهم و (أَذاقَهُمْ مِنْهُ) أي من قبله تعالى (رَحْمَةً) وفضلا كأن يغنيهم من فقرهم ، أو يأمنهم من خوفهم ، أو ما أشبه ذلك (إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ) أي جماعة من أولئك الذين مسهم الضرّ ، فأنابوا إلى ربهم ، فأذاقهم منه رحمة (بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ) فيجعلون له شريكا ، والإتيان ب «إذا» لبيان المفاجآت ، وإن هذا الإشراك لم يكن مترقبا ، بعد تلك الأمور.
[٣٥] فقد أشركوا بقصد الكفران لنعم الله (لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ) أي أعطيناهم من النعم ، أو أن اللام للعاقبة ، أي كانت عاقبة إذاقة هؤلاء الرحمة ، كفرانهم ، أو كفرهم (فَتَمَتَّعُوا) أيها المشركون ، وهذا أمر للتهديد ، أي تلذذوا ، وخذوا متع الحياة مدة يسيرة (فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ)