وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفى بِهِ بِذُنُوبِ عِبادِهِ خَبِيراً (٥٨) الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ
____________________________________
ولا يخفى أن الخمس ليس أجرا ، بل هو تعيين قسم من المال لقسم من الفقراء.
[٥٩](وَتَوَكَّلْ) يا رسول الله ، ومعنى التوكل إيكال الأمر إلى الغير (عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ) فإنه خير من وكله الإنسان ، إذ هو لا يموت فيضطرب أمر الوكالة ، وقيد «الذي لا يموت» للتخصيص ، إذ سائر الأحياء يموتون ، توكل عليه ، في أمر التبليغ وما تلاقيه من العنت والإرهاق في سبيل الدعوة (وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ) أي نزهه تنزيها بالثناء ، فإن التنزيه يكون بنفي النقائص وقد يكون بإثبات الكمالات المستلزمة لنفي النقائص (وَكَفى بِهِ) الضمير فاعل كفى ، وأدخل حرف الجر على الفاعل ، لأنه بمعنى اكتفى به (بِذُنُوبِ عِبادِهِ خَبِيراً) أي عالما ، فإنه يعلم ما يذنب العباد وسيجازيهم عليه ، فلا تهتم بكفر الكافرين فإن حسابهم على الله ، وإنما أنت مبلغ تسبح بحمد الله ، وتتوكل في أمرك عليه.
[٦٠] ثم يبين السياق وصف الإله ليوقظ في الناس ما فطر فيهم من أنّ الكون لا بد له من خالق فرجعوا إلى ما غفلوا عنه (الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما) من أنواع الملائكة والبشر والحيوان وسائر المخلوقات (فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ) وخصوصية ستة أيام لأجل أنه أحد أفراد التحديد ، كما في خصوصية الإبطاء ، مع أنه تعالى كان قادرا على أن يخلقها في لمح البصر لما عليه سنّة الله من تدريجية تكوينه في هذا