وَهُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلى
____________________________________
يبقى إلى أمد يحبه؟ كلا ، نعم قد أعطى الله سبحانه ، زمام الإرادة بيد الإنسان ليختبره ، أما الأزمة التكوينية ، حتى دورة الدم ، في بدن الإنسان ، وحركة الأجهزة الباطنية ، والقوى الظاهرة ، فهي كلها تحت قدرته وإرادته.
[٢٨](وَهُوَ) الله سبحانه (الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ) بإنشائه بعد العدم (ثُمَّ يُعِيدُهُ) إلى الحياة ـ بعد الموت ـ للجزاء والحساب (وَهُوَ) أي «أن يعيد» (أَهْوَنُ) وأسهل في قياس البشر (عَلَيْهِ) أي على الله سبحانه ، فإن الإنسان في مقاييسه ، يرى إن إعادة الشيء ، أسهل من ابتدائه ، ومع ذلك فكيف يظن ، إن الإعادة عسيرة عليه تعالى ، وإنما قلنا «في قياس البشر» لأن الله سبحانه كل شيء لديه سواء ف (إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (١) لا يقال : كلا! إن الإعادة ليست أهون ، فإن من يصنع شيئا ، قد يكون لا يقدر على إعادته إذا هدم ، قلنا : إن عدم القدرة منه ، لعدم علمه ، أو لتعبه ، أو أشباه ذلك ، أما من توفرت فيه الشروط ، فالإعادة عليه أيسر من جهة أن في ذهنه مثالا لذلك المصنوع ، مما يسهل صنعه ثانيا (وَلَهُ) سبحانه (الْمَثَلُ الْأَعْلى) المثل هو الشبيه للشيء الذي يؤتى به لمعرفة ذلك الشيء ، والله سبحانه لا يمثل له ، فلا مثل له ، من جميع الجهات ، كما قال : (فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثالَ) (٢) ، وإنما قد يمثل له بأمثلة تقريبية ، لاستيناس
__________________
(١) يس : ٨٣.
(٢) النحل : ٧٥.