بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (٢٤) وَمِنْ آياتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذا دَعاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ (٢٥) وَلَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ (٢٦)
____________________________________
بَعْدَ مَوْتِها) بالجدب ، وعدم النبات (إِنَّ فِي ذلِكَ) المذكور سابقا (لَآياتٍ) لأن كل واحد من الأمور المذكورة ، آية دالة على الله وعلى صفاته (لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) أي يعملون عقولهم ، فينتقلون من الأثر إلى المؤثر.
[٢٦](وَمِنْ آياتِهِ) الدالة على وجوده تعالى ، وسائر أوصافه (أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ) فإن بقاء السماء بهذه الكيفية المنظمة ، وبقاء الأرض بهذا الترتيب العجيب الدائم ، لا يكون إلا بقدرة الله سبحانه ، وأمره التكويني ، وإلا فمن يدير الكون ، بهذا النحو المنظم المدهش؟ (ثُمَ) إن الله سبحانه الذي رأيتم قدرته وآياته (إِذا) متم ثم (دَعاكُمْ دَعْوَةً) وطلبكم طلبا (مِنَ الْأَرْضِ) التي دفنتم فيها (إِذا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ) أحياء كما كنتم سابقا ، وذكر هذا للتركيز على المعاد ، بعد بيان آياته الدالة على عمله وقدرته ، ونفوذ إرادته ، فمن يقدر على تلك ، يقدر على هذا.
[٢٧](وَلَهُ) أي لله سبحانه بالملكية المطلقة (مَنْ فِي السَّماواتِ وَ) من في (الْأَرْضِ) من العقلاء ، وغيرهم ، وغلب العقلاء ، ولذا ، جيء ب «من» (كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ) أي خاضعون مطيعون ، فهل يتمكن أعظم الملوك ، أن يخالف أوامر الله التكوينية ، بأن لا يموت ، أو لا يشيب أو