مَنامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَابْتِغاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (٢٣) وَمِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ ماءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ
____________________________________
(مَنامُكُمْ) مصدر ميمي ، بمعنى نومكم (بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ) فما هو النوم؟ ومن خلفه؟ إنه من خلق الله سبحانه ، سواء كان عدما بإخراج بعض الأرواح عن الإنسان موقتا ، أم وجودا بإضافة شيء على بدنه يوجب له هذه الحالة (وَابْتِغاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ) فقد جعل فيكم صفات أوجبت ، أن تطلبوا الرزق فمن يا ترى جعل هذه الصفات في الإنسان؟ (إِنَّ فِي ذلِكَ) المنام والابتغاء (لَآياتٍ) أي أدلة دالة على الله سبحانه ، وسائر صفاته (لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ) والمراد أنهم يسمعون الآيات ، فيتدبرونها ، ويتفكرون فيها ، لا أن يعرضوا عنها ، كما قال سبحانه (وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْها وَهُمْ عَنْها مُعْرِضُونَ) (١).
[٢٥](وَمِنْ آياتِهِ) الدالة على وجوده ، وسائر صفاته ، أن (يُرِيكُمُ الْبَرْقَ) في خلال السحاب ، وهو كما قالوا : يحدث من اصطكاك السحب بعضها ببعض ، فيتولد فيها الكهرباء ، ولا ينافي هذا كونه ، صوت ملك ، كما لا يخفى (خَوْفاً) من الصاعقة ، وإنزال المطر المضر (وَطَمَعاً) في إنزال المطر المفيد ، ونصب هذين ، بتقدير اللام ، أي لتخافوا خوفا ، ولتطمعوا طمعا (وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ) أي جهة العلو (ماءً) هو المطر (فَيُحْيِي بِهِ) أي بذلك الماء (الْأَرْضَ
__________________
(١) يوسف : ١٠٦.