وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوانِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْعالِمِينَ (٢٢) وَمِنْ آياتِهِ
____________________________________
خصهم ، لأنهم هم الذين يدركون هذه الآيات ، وإلا فهي آيات لكل أحد ، وقد يزعم البعض ، إن الصفات النفسية ، من قبيل المودة والرحمة ، والشجاعة والجبن والسخاء ، وما إليها ، ليست أمورا مخلوقة ، لكنها نظر سطحي ، وإلا فمن أين هذه الظواهر؟ إنها ألوان للنفس ، لا تدرك إلا بآثارها ، وإلا فكيف هذا يكون مقداما سخيا ، وكيف ذاك الذي على شكله يكون جبانا بخيلا؟ وقد ذكر في أول كتاب «البحار» جنود العقل والجهل ، وإنها مخلوقات له سبحانه.
[٢٣](وَمِنْ آياتِهِ) الدالة على وجوده ، وسائر صفاته (خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) فمن خلق المدارات والكواكب؟ ومن خلق الأرض ، وما فيها؟ إن الخالق هو الله العليم القدير الحكيم (وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ) جمع لسان ، والمراد به اللغة فإنه تعالى ، لو لم يفعل ذلك ، من كان يقدر على منح هذا الاختلاف من عربي ، وفارسي ، وتركي ، وهندي ، وغيرها؟ بالإضافة إلى الاختلاف ، في النغمة والصوت والخشونة والنعومة وغيرها (وَ) اختلاف (أَلْوانِكُمْ) من أبيض وأحمر وأسود ، وبنّي وحنطي ، وغيرها ، فمن يا ترى جعل كل ذلك؟ بالإضافة إلى مزايا كل إنسان في لونه وشكله ، حتى يعرف كل أحد من غيره (إِنَّ فِي ذلِكَ) الاختلاف (لَآياتٍ) لأن كل لون ، وكل نعمة آية (لِلْعالِمِينَ) أي العلماء ، فإنهم هم الذين يتدبرون في هذه الآيات ، وينشغلون منها ، إلى من أوجدها وصنعها.
[٢٤](وَمِنْ آياتِهِ) الدالة على توحيده ، وسائر أوصافه تعالى