وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ إِذا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ (٢٠) وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (٢١)
____________________________________
بعد الموت للحساب والجزاء.
[٢١](وَمِنْ آياتِهِ) أي أدلته الدالة على وجوده ، وسائر صفاته (أَنْ خَلَقَكُمْ) أيها البشر (مِنْ تُرابٍ) فالتراب ينقلب نباتا ، وحيوانا ، يأكلهما الإنسان ، فيصيران منيا ، ثم جنينا إنسانا (ثُمَ) بعد أن كنتم ترابا (إِذا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ) في الأرض تسيرون وتتّجرون ، وتعملون ، وإذا للمفاجات ، فكيف صار التراب اليابس الراكد ، بشرا سميعا بصيرا ، ينتشر ويتصرف في مختلف الشؤون؟
[٢٢](وَمِنْ آياتِهِ) أي أدلة الله سبحانه الدالة على وجوده ، وسائر أوصافه (أَنْ خَلَقَ لَكُمْ) أيها البشر (مِنْ أَنْفُسِكُمْ) أي من هذا الجنس (أَزْواجاً) للرجال نساء ، وللنساء رجالا ، فإن كون الزوجين من جنس واحد أكثر هنأة ولطفا (لِتَسْكُنُوا) أي لتطمئنوا ، ولتألفوا (إِلَيْها) أي إلى تلك الأزواج ـ وهذه قرينة ـ على أن المراد بالأزواج : الزوجات. (وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ) أيها البشر ، أي بين الرجال والنساء (مَوَدَّةً) يود بها بعضكم بعضا ، ويحب أحدكم الآخر (وَرَحْمَةً) فيرحم بها أحدكم الآخر ، مما يهنئ العيش ويسعد الحياة (إِنَّ فِي ذلِكَ) الخلق للأزواج ، وجعل المودة والرقة (لَآياتٍ) أي أدلة على وجود الله تعالى ، وسائر صفاته (لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) في هذه الأمور ، وإنما