حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (١٧) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (١٨) يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَكَذلِكَ تُخْرَجُونَ (١٩)
____________________________________
تلك الخاتمة أسبحه تسبيحا (حِينَ تُمْسُونَ) أي تدخلون المساء ، وهو الليل (وَحِينَ تُصْبِحُونَ) أي تدخلون الصباح ، فهو منزه دائم الأوقات ، لا كالملوك الذين لا يستحقون الحمد والثناء ، في بعض أحوالهم لعدم رعايتهم الأمور في تلك الأوقات.
[١٩](وَلَهُ الْحَمْدُ) الثناء الجميل ، لما عمله من الجميل (فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) فهو المستحق للحمد في جميع الكون (وَعَشِيًّا) أي له الحمد في وقت العصر (وَحِينَ تُظْهِرُونَ) أي تدخلون في الظهيرة ، وهي وقت الظهر ، فإنه المحمود المنزّه في جميع الأكوان ، وكافة الأوقات ، وهذا من بلاغة القرآن العجيب ، حيث ذكر هذا الموضوع ، في هذه الجملات الحية النديّة ، التي تفتح الذهن ، وتسير بالنفس إلى الآثار الكونية ، والأوقات الزمنية.
[٢٠](يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ) كالنبات من النوات الميتة ، والطير من البيضة الميتة ، والإنسان من الأرض الميتة ، بواسطة النبات (وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِ) كالفضلات الميتة من الإنسان والحيوان الحي ، والبيضة الميتة من الطير الحيّ وهكذا (وَيُحْيِ الْأَرْضَ) بنمو النبت (بَعْدَ مَوْتِها) حيث تكون غبراء قاحلة لا نمو فيها ولا نبات (وَكَذلِكَ) أي تحيى الأرض (تُخْرَجُونَ) أنتم أيها البشر من قبوركم