اللهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (١١) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ (١٢) وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ شُرَكائِهِمْ شُفَعاءُ وَكانُوا بِشُرَكائِهِمْ كافِرِينَ (١٣)
____________________________________
المصدر التأكيدي ، نحو ضرب الضرب ، فيكون المعنى : كان التكذيب بآيات الله عاقبة الذين عملوا بالمعاصي ، فإن الإنسان يتدرج من المعاصي إلى الكفر ، وعلى هذا المعنى ، ف «ثم» للعطف لفظا ، لا معنى.
[١٢] وكيف يكذب الكافر بآيات الله ، وبالمعاد ، وهو يرى أن الخلق كيف يبتدأ مما يدل على إله عليم قدير ، قادر على الإعادة ، كما قدر على الإنشاء (اللهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ) أي يخلقهم ابتداء (ثُمَّ يُعِيدُهُ) بعد الموت ، ليحيي من جديد للحساب والجزاء (ثُمَّ إِلَيْهِ) أي إلى جزائه وحسابه (تُرْجَعُونَ) أيها البشر.
[١٣](وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ) أي القيامة (يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ) من بلس بمعنى يئس من الخير ، فإنهم ييأسون من الرحمة ، وينقطعون من الجواب.
[١٤](وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ شُرَكائِهِمْ شُفَعاءُ) أي لا يشفع لهم الأصنام ، التي جعلوها شركاء الله سبحانه ، وأضيف الشركاء إليهم ، لأنهم اخترعوها (وَكانُوا بِشُرَكائِهِمْ كافِرِينَ) إذ يظهر الحق هناك ، وقد كانوا عبدوها في الدنيا قائلين (ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللهِ زُلْفى) (١) ، وهناك يتبين إنها لا تنقذ أنفسها ، فإنها تصبح حصب جهنم ، فكيف تتمكن من شفاعتهم.
__________________
(١) الزمر : ٤.