لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (٤) بِنَصْرِ اللهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (٥) وَعْدَ اللهِ لا يُخْلِفُ اللهُ وَعْدَهُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ
____________________________________
أكثرها ، فقد كان كذلك ، إذ وقعت حرب أخرى بين الطرفين ، فغلبت روم الفرس ، واستردت ما أخذوا منها من البلاد (لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ) أي من قبل الغلب ، ومن بعد الغلب ، فلا يقع شيء إلا بإذنه ، وفي هذا تسلية للمؤمنين ، بأنه إن غلبت فارس ، فليس ذلك موجبا لحزنهم ، إذ الأمور بيد الله الذي هو وليهم وناصرهم ، كما تقول لابنك : إن رأيت غلبة بعض أعدائك ، فلا يهمك ، إني أريد ذلك ، والحاصل أن غلبة الفرس ، ليست انتصار للكفر على الإيمان ، وإنما شيء مؤقت بقضاء الله وقدره ، والله لا يترك الإيمان حتى يغلبه الكفر (وَيَوْمَئِذٍ) أي يوم غلبة الروم على الفرس (يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ) المعتقدون بالرسول.
[٦](بِنَصْرِ اللهِ) للإيمان على الكفر ـ وإن كان نصر الله إنما هو للإيمان المسيحي ـ فإن كل مرتبة من مراتب الإيمان خير مما يقابلها من الكفر (يَنْصُرُ) الله (مَنْ يَشاءُ) فيمن توفرت فيه شروط النصرة ، كما أمر ، وكما أجرى أسباب الكون (وَهُوَ الْعَزِيزُ) الغالب سلطانه ، فلا يغلبه أحد (الرَّحِيمُ) بعباده المؤمنين ، فلا يتركهم نهب الكفار يفعلون بهم ما يشاءون.
[٧](وَعْدَ اللهِ) أي وعد الله ذلك وعدا ، فهو مصدر تأكيدي (لا يُخْلِفُ اللهُ وَعْدَهُ) الذي وعد بغلبة الروم على الفرس (وَلكِنَّ أَكْثَرَ