الم (١) غُلِبَتِ الرُّومُ (٢) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (٣) فِي بِضْعِ سِنِينَ
____________________________________
[٢](الم) رمز بين الله ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أو المراد ، إن هذا الكتاب من جنس «ألف» «لام» «ميم» أو غير ذلك من الأقوال البالغة نيفا وعشرين ، وهو خبر مبتدأ محذوف ، أي «هذا : الم» حذف خبره ، أي «الم : هذا الكتاب».
[٣](غُلِبَتِ الرُّومُ) فقد كان بين الروم ، وهم المسيحيون ، وكانوا في طرف غرب الجزيرة ، تقريبا ، وبين الفرس ، وهم المجوس ، وكانوا في شرق الجزيرة ، تقريبا حروب دامية على طول الخط ، فتارة يغلب هؤلاء على هؤلاء ، وأخرى بالعكس ، واتفقت إحدى حروبهم في بدء الإسلام حين الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم كان بمكة ، فغلبت الفرس على الروم ، حتى أخذت الفرس مركز المسيحيين «بيت المقدس» وفرح الكفار بذلك ، لأن الفرس كانت مثلهم في عدم الاعتقاد بالإله ، كما حزن المسلمون ، لأن الروم كانت ذات دين وكتاب واعتقاد ، وكانت بينهم وبين المسلمين جهات مشتركة ، ولذا سلّى الله سبحانه المسلمين ، بأن مغلوبية الروم لا تدوم ، وإنما هم يغلبون بعد سنوات قلائل.
[٤](فِي أَدْنَى الْأَرْضِ) أي أقرب أرضهم من أرض الجزيرة في بيت المقدس (وَهُمْ) أي الروم (مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ) أي غلبة الفرس عليهم ، في هذه الحادثة (سَيَغْلِبُونَ) وينتصرون عليهم بإرجاع بلادهم منهم.
[٥] وإنما يغلب الروم الفرس (فِي بِضْعِ سِنِينَ) بضع القطعة من العدد ما بين الثلاثة إلى العشرة ، يقال بضع وعشرون ، أي أن فوق عشرين عدد ، هو ما بين الثلاثة إلى العشرة ، وهذا من أخبار القرآن الغيبية ، وما