أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْباطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللهِ يَكْفُرُونَ (٦٧) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكافِرِينَ (٦٨)
____________________________________
[٦٨] ومن عجيب أمر هؤلاء ، أن الله قد أنعم عليهم ، وهم يبدلون نعمة الله كفرا ، فقد أعطاهم حرما آمنا ، ثم هم يجعلون الحرم مركزا للأصنام ، فمن يا ترى جعل الحرم آمنا غير الله؟ (أَوَلَمْ يَرَوْا) أي ألم يعلم هؤلاء الكفار (أَنَّا جَعَلْنا) لهم (حَرَماً آمِناً) يحترم فيه دماءهم وأموالهم من القتل والغارة (وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ) يختطفهم أعداءهم ، فالقبائل تغير بعضها على بعض ، فيقتلوا ويأسروا ، أليس هذا يقتضي أن يشكروا الله على هذه النعمة ويوحدوه؟ (أَفَبِالْباطِلِ) وهي الأصنام (يُؤْمِنُونَ) فيجعلونها آلهة؟ (وَبِنِعْمَةِ اللهِ) التي أنعمها عليهم (يَكْفُرُونَ) فيجعلون الحرم الذي هو نعمة الله عليهم ، محلا للأصنام والأوثان ، فإن كفران النعمة أن تصرف في معصية الله.
[٦٩](وَمَنْ أَظْلَمُ) أي لا أظلم من هكذا إنسان ـ والحصر إضافي ـ (مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً) ككفار مكة الذين جعلوا لله شركاء افتراء وكذبا (أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِ) أي كذّب بالرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم والقرآن (لَمَّا جاءَهُ) يريد إرشاده وهدايته (أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً) أي محل ثوى وإقامة (لِلْكافِرِينَ) فليعملوا ما يشاءون ، فإن مصيرهم إلى النار ، وهل هناك كفر أعظم من الشرك وتكذيب الرسل؟
[٧٠] إن في وسط هذا الزحام الخانق ، والجو الكافر ، من يجاهد في الله