لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (٦٤) فَإِذا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذا هُمْ يُشْرِكُونَ (٦٥) لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (٦٦)
____________________________________
التي يصح أن يقال لها حياة ، وحياة وحيوان ، بمعنى واحد ، يقال حيي حياة وحيوانا (لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ) أي لو علموا الفرق بين الحياتين لرغبوا في تلك ، وزهدوا في هذه.
[٦٦] إن هؤلاء الذين يشركون بالله ، قد دلت فطرتهم على وحدة الإله ، حتى أنهم ليتوسلون في المشاكل إليه وحده ، أما إذا انحلت المشكلة ، رجعوا إلى كفرهم ، جريا حسب المألوف عندهم ، والتقليد (فَإِذا رَكِبُوا) أي هؤلاء الكفار (فِي الْفُلْكِ) أي السفينة ، واضطربت بهم الأمواج (دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) أي توسلوا إليه في حال كونهم يخلصون له الطريقة والدعوة ، فلم يدعوا الشركاء لأنهم يعلمون أن لا منجي إلا الله سبحانه (فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ) بأن لم يهلكوا وأتوا إلى البر سالمين بفضله سبحانه (إِذا هُمْ يُشْرِكُونَ) أي عادوا إلى شركهم ، كما كانوا سابقا ، وكان الإتيان بلفظة «إذا» لإفادة المبالغة ، فإنه كان من التوقع منهم أن يبقوا موحدين بعد تلك الكارثة ، فإذا بهم يفاجئون الناس بالشرك.
[٦٧](لِيَكْفُرُوا) لعل اللام لام الأمر ، جيء للتهديد نحو «افعل ما شئت» أي فليكفر هؤلاء (بِما آتَيْناهُمْ) أي أعطيناهم من الحياة ، والصحة والغنى وسائر الخيرات (وَلِيَتَمَتَّعُوا) بمتاع الحياة من مأكل ومشرب ، وملبس ومنكح ومركب (فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) عاقبة كفرهم ، وهي النار والعذاب.