وَما يَعْقِلُها إِلاَّ الْعالِمُونَ (٤٣) خَلَقَ اللهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ (٤٤) اتْلُ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ
____________________________________
يسبب تركيز المطلب وبقائه (وَما يَعْقِلُها) أي ما يفهم الأمثال (إِلَّا الْعالِمُونَ) فإن العلماء هم الذين تهز مشاعرهم الأمثال ، أما من سواهم ، مما لا فكر له ولا تدبير ، فيبقى جامدا لا حراك لذهنه.
[٤٥] إن كل ما يذكره سبحانه للحق لا للهو ، ومنه ضرب المثل ، فقد (خَلَقَ اللهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِ) فلم يكن خلقهما لأجل اللعب واللهو ، فكيف من يخلق الأشياء بالحق يأتي بالمثل لعبا؟ إذ فعل الواحد بعضه يشبه بعضا؟ (إِنَّ فِي ذلِكَ) أي في خلق الكون (لَآيَةً) دالة على وجود الله وصفاته (لِلْمُؤْمِنِينَ) لأنهم المنتفعون بهذه الآية ، وإن كان كونه علامة عامة لجميع العقلاء ، فكيف يتخذ الكفار من دونه أولياء؟
[٤٦](اتْلُ) أي أقرأ يا رسول الله (ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتابِ) أي القرآن (وَأَقِمِ الصَّلاةَ) أي أدّها بحدودها وآدابها (إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ) الفحشاء صفة للمعصية المقدرة ، وهي أعظم من المنكر لاعتبار كونها فاحشة في الحرمة متعدية للحدود تعديا كثيرا ، من فحش بمعنى تعدى ، والمنكر كل عصيان ينكره العقل والشرع ، وإنما كانت الصلاة ناهية عن المنكرات ، لأنها ـ باستمرارها ـ تولد في الإنسان ملكة الخوف من الله الموجب لاجتناب المعاصي (وَلَذِكْرُ