كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (٤١) إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٤٢) وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ
____________________________________
يتولونها ، ويجعلونها أولياء لهم عوض أن يتخذوا الله وليا (كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً) لنفسها لتأوي إليه ، ويقيها الكوارث ، فكما أن بيت العنكبوت لا يفيدها شيئا ، كذلك أولياء هؤلاء لا يفيدونهم شيئا ولا يضرونهم في الدنيا ، ولا في الآخرة (وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ) التي تصنعها الحيوانات (لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ) فإن بيتها يطير بنفح من وهنه وضعفه (لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ) أي لو كان هؤلاء يدركون الواقع ، لعلموا أن أولياءهم كبيت العنكبوت الذي لا يغني شيئا.
[٤٣] فليعملوا ما شاءوا ، وليتخذوا من شاءوا أولياء ، فهم بعلم الله ، وسيجزيهم بما اقترفوا (إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ) أي أنه يعلم ما يعبد هؤلاء الكفار من الأصنام ، فهو يعلم دعوتهم ، كما يعلم معبوداتهم ، وهذا تهديد لهم ، كما تقول : أنا أعلم من تجالس ، تريد تهديده في هذه المجالسة (وَهُوَ الْعَزِيزُ) سلطانه ، فإذا أراد شيئا تمكن عليه (الْحَكِيمُ) لا يفعل شيئا إلا حسب المصلحة ، فتأخير إهلاك هؤلاء ، ليس عجزا ، بل عن حكمة وصلاح.
[٤٤](وَتِلْكَ الْأَمْثالُ) الأشباه والنظائر التي نشبه بها بعض الأمور ، كتشبيه أولياء الكفار ببيت العنكبوت (نَضْرِبُها لِلنَّاسِ) أي نذكرها لهم ، وقد سبق أنه يسمى «ضربا» باعتبار أنه يوجد اصطداما في الذهن ، مما