أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قالُوا ائْتِنا بِعَذابِ اللهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٢٩) قالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ (٣٠)
____________________________________
[٣٠](أَإِنَّكُمْ) أيها القوم (لَتَأْتُونَ الرِّجالَ) أي تفعلون معهم (وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ) فقد اشتهر عملهم الفاحش في القرى المجاورة ، وإن من يمر بهم يفعلون به ، ولذا ترك الناس المرور بمدنهم ، خوف الفضيحة (وَتَأْتُونَ فِي نادِيكُمُ الْمُنْكَرَ)؟ النادي هو محل الاجتماع ، مشتق من النداء ، لأن بعض الناس ينادي بعضا آخر للاجتماع والذهاب إليه ، فقد كانوا يتحابقون في النادي بغير حشمة واحترام ، ولعلّ أن نواديهم كانت مركزا لأنواع الفسوق ، كما هو الطبيعي في مثل تلك الأمة ، ونشاهد مثلها في زماننا هذا ، ومن المعلوم أن الاستفهام إنكاري (فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ) أي قوم لوط (إِلَّا أَنْ قالُوا ائْتِنا) وجيء إلينا (بِعَذابِ اللهِ) الذي تعدنا على كفرنا ومنكرنا (إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) في دعواك وما تقول بأن البقاء على الكفر والعصيان موجب للعذاب.
[٣١] عند ذاك (قالَ) لوط عليهالسلام مناجيا ربه ، يا (رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ) بتعذيبهم ، ونجاتي منهم ، وقد دعا بذلك بعد ما يأس من اهتدائهم.
[٣٢] وقد استجاب الله دعاء لوط ، فأرسل جبرائيل ومعه ملكين آخرين لتعذيب أهل القرية ، وفي طريقهم إلى بلاد لوط مرت الملائكة على