وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتابَ وَآتَيْناهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (٢٧) وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ (٢٨)
____________________________________
[٢٨](وَوَهَبْنا لَهُ) أي لإبراهيم (إِسْحاقَ) من سارة زوجته العقيمة ، فقد كان إعطائه الولد منها خارقا ، أما إسماعيل عليهالسلام ، فقد كان من الطريق المألوف (وَيَعْقُوبَ) ابن إسحاق ، جد بني إسرائيل (وَجَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِ) أي في ذرية إبراهيم عليهالسلام (النُّبُوَّةَ وَالْكِتابَ) فقد بعث الله منهم أنبياء كثيرين وما موسى وعيسى ومحمد «صلوات الله عليهم أجمعين» إلا من ذريته عليهالسلام ، وقد أعطي التوراة والإنجيل والقرآن (وَآتَيْناهُ) أي أعطينا إبراهيم (أَجْرَهُ) أي جزاء بلاغه وصموده في الدعوة (فِي الدُّنْيا) حيث رفعنا مقامه ، وجعلنا له الذكر الحسن ، وجعلنا السيادة والملك والنبوة في أولاده وأحفاده (وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ) بأن يكون في زمرة الأنبياء العظام.
[٢٩](وَ) أرسلنا (لُوطاً) إلى قومه (إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ) ويجوز أن يكون التقدير ، واذكر لوطا حين تكلمه مع قومه (إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ) أي لتعملون الخلة الفاحشة في الإثم ، فإن فحش بمعنى تجاوز الحدّ ، واللواط إذ كان كبيرة جدا ، يسمى بالفاحشة (ما سَبَقَكُمْ بِها) أي بهذه الفاحشة (مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ) فإنكم اخترعتموها ، ومن المعلوم أن البادئ في العمل القبيح أظلم ، لأنه يعلّم غيره ويمهد السبيل لغيره.