بَيْنِكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً وَمَأْواكُمُ النَّارُ وَما لَكُمْ مِنْ ناصِرِينَ (٢٥) فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقالَ إِنِّي مُهاجِرٌ إِلى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٢٦)
____________________________________
بَيْنِكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) فإنّ الأصنام كانت تجمعهم على العقيدة الواحدة ، فإذا أراد أحدهم الخروج عن عبادتها انفصمت مودته عن سائر أقربائه وأصدقائه ، ولذا كان يحافظ على هذه المودة بالاستمرار في عبادتها ، فاتخاذكم للأصنام للمجاملة لا للعقيدة ، لكن هذه المودة تنقلب عداوة يوم القيامة (ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ) أي يتبرأ بعض الكفار من بعض ، القادة من الأتباع والأتباع من القادة (وَيَلْعَنُ) ويسب (بَعْضُكُمْ بَعْضاً) فيلعن الأتباع القادة الذين أضلوهم ، ويلعن القادة الأتباع لئلّا يحملوا إثم الأتباع (وَمَأْواكُمُ) أي مرجعكم ومصيركم (النَّارُ) جزاء لشرككم (وَما لَكُمْ مِنْ ناصِرِينَ) ينصرونكم ويدفعون العذاب عنكم.
[٢٧] إنّ القوم لم يؤمنوا بإبراهيم ، (فَآمَنَ لَهُ) أي لإبراهيم (لُوطٌ) النبي عليهالسلام ، وهو ابن أخت إبراهيم ومعنى آمن أنه صدقه في دعوته ، وإن كان هو أيضا نبيا (وَ) لما أن رأي إبراهيم أنهم لا تنفع فيهم الدعوة (قالَ إِنِّي مُهاجِرٌ) من بلادكم وقد كان قرب الكوفة (إِلى رَبِّي) أي إلى المكان الذي يختاره ربّي (إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ) الغالب سلطانه ، فلا يذل من نصره (الْحَكِيمُ) الذي يفعل الأشياء بالحكمة والصواب.