لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنا أَنْعاماً وَأَناسِيَّ كَثِيراً (٤٩) وَلَقَدْ صَرَّفْناهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً (٥٠) وَلَوْ شِئْنا لَبَعَثْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيراً (٥١)
____________________________________
[٥٠](لِنُحْيِيَ بِهِ) أي بالمطر (بَلْدَةً مَيْتاً) قد ماتت بالجدب وعدم الماء ، وإحيائها بالماء ، حيث ينبت بالمطر الزرع ، ويسمن الحيوان ، ويكون وسيلة لنمو حياة الإنسان وازدهارها ، وذكر البلدة إنما هو لأن فائدة المطر تعود إليها ، وإن كانت الحياة تظهر مظاهرها ـ غالبا ـ في الصحاري (وَنُسْقِيَهُ) أي نسقي بذلك الماء (مِمَّا خَلَقْنا أَنْعاماً) أي الحيوانات التي خلقناها (وَأَناسِيَ) جمع إنسان جعل الياء عوضا عن النون (كَثِيراً) أي كثير من أفراد الناس ، ولعل تأخير الإنسان لأن احتياج الأنعام إلى ماء المطر أكثر ، فإن الإنسان يستخرج الماء إن لم يجده على ظاهر الأرض ، وهكذا بالنسبة إلى النبات والحيوان ، فإن احتياج النبات أكثر.
[٥١](وَلَقَدْ صَرَّفْناهُ) أي صرفنا المطر (بَيْنَهُمْ) بأن أدرناه في جهات الأرض لانتفاع الكل ، فلا يمطر مكانا دون مكان (لِيَذَّكَّرُوا) نعم الله سبحانه ، بما أودع فيهم من الفطرة ، أصله «تذكر» أدغمت التاء في الذال ـ على القاعدة ـ ثم جيء بهمزة الوصل لئلا يمتنع الابتداء بالساكن (فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً) أي جحودا لله سبحانه ولفضله وإحسانه ، ويحتمل أن يكون الضمير في صرفناه عائدا إلى القرآن.
[٥٢](وَلَوْ شِئْنا) بأن كانت المصلحة تقتضي ذلك (لَبَعَثْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيراً)