وَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجاهُ اللهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٢٤) وَقالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ أَوْثاناً مَوَدَّةَ
____________________________________
خَيْراً مِنْها مُنْقَلَباً) (١) (وَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) مؤلم موجع في النار ، وهذا بالتأكيد ، فهو طرف الإيجاب ، ويئسوا ، طرف السلب.
[٢٥] لقد كان إبراهيم عليهالسلام يحتج على قوله بأنواع الاحتجاج ، كما سبق بعضه (فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ) أي قوم إبراهيم عليهالسلام وهم نمرود وسائر الكفار المعاصرون له (إِلَّا أَنْ قالُوا اقْتُلُوهُ) أي اقتلوا إبراهيم جزاء على دعوته إلى التوحيد وتعييبه الأصنام (أَوْ حَرِّقُوهُ) بالنار وأخيرا استقر رأيهم على إحراقه ، وألقوه في النار (فَأَنْجاهُ اللهُ مِنَ النَّارِ) إذ قال سبحانه للنار : كوني بردا وسلاما على إبراهيم (إِنَّ فِي ذلِكَ) الذي ذكر من قصة إبراهيم : دعوته ، وكيد الأعداء ، وإنجائه (لَآياتٍ) دالة على أنه كيف ينصر الله أوليائه ، ويخذل أعدائه (لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) أن الله ينصر أولياءه ، ويخذل أعداءه أما غيرهم فلا يعتبرون بهذه القصص ، ولذا لا ينتفعون بهذه الآيات.
[٢٦](وَقالَ) إبراهيم عليهالسلام لقومه ، إما بعد نجاته من النار ، وإما قبل إلقائه في النار ، وآخر السياق هذه الجملة ، لاستعجال المخاطب أن يعرف كيف صارت النتيجة ـ كما هو الطبيعي في أمثال هذه القصص ـ (إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ) أيها القوم (مِنْ دُونِ اللهِ أَوْثاناً) أي أصناما ، لأجل (مَوَدَّةَ
__________________
(١) الكهف : ٣٧.