وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (٢٢) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللهِ وَلِقائِهِ أُولئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي
____________________________________
تمكنتم من الذهاب إليها ، كما قال الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام :
باتوا على قلل الأجبال تحرسهم |
|
غلب الرجال فلم تنفعهم القلل (١) |
(وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ) أي سواه (مِنْ وَلِيٍ) يلي أموركم (وَلا نَصِيرٍ) ينصركم ، فلا أحد يتولى شؤونكم ، ولا أحذ ينصركم ، فما تظنون من أن الأصنام تنفع فهو ظن باطل ، إذن فأنتم بذاتكم لا تتمكنون من إعجازه سبحانه ، ولا ناصر لكم حتى يقف ذلك الناصر دون بأس الله.
[٢٤](وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللهِ) بأن كذبوا الآيات التكوينية ولم يعترفوا بدلالتها على وجود الله ، وكذبوا بآيات الله المنزلة بأن قالوا إنّها ليست من قبل الله تعالى (وَلِقائِهِ) فقالوا أن لا بعث ولا نشور ، والمراد لقاء ثوابه وجزائه (أُولئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي) فإنه لا عمل لهم حتى يستحقّوا الثواب ، فيكون لهم رجاء ، والمعنى إنهم يائسون حقيقة ، وإن كان فيهم من لا يأس له ، وهذا كقوله (لا رَيْبَ فِيهِ) حيث يراد فيه أنه ليس محلا للريب ، وإن ارتاب فيه المبطلون ، وهذا من تتمة قوله (وَيَرْحَمُ مَنْ يَشاءُ) حتى لا يزعم الكفار أنهم يدخلون في زمرة من يرحمهمالله ، كما قال ذلك الكافر : (وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلى رَبِّي لَأَجِدَنَّ
__________________
(١) ديوان الإمام علي عليهالسلام : ص ٣٢١.