فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٢٠) يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ (٢١) وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ
____________________________________
والمرور على الصحاري والقفار (فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ) الله (الْخَلْقَ) فإنّ الإنسان يألف الجو الذي ينشأ فيه ولذا يتفتح قلبه إلى مشاهد الخلقة الخارجية التي تظهر في الأولاد إذا ولدوا ، والنبات إذا نبت ، وهكذا أما إذا سار لفت نظره إلى رؤية البلاد ، وتقلب الأحوال (ثُمَّ اللهُ) بعد إهلاك الناس أجمع (يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ) فإنه كما أنشأها ابتداء ينشأوها ثانيا ، ومعنى الإنشاء الإيجاد (إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) فإنه سبحانه على الإنشاء والإفناء والإعادة قادر ، فكيف ينكر هؤلاء المعاد؟.
[٢٢] إنه يعيد الخلق ليجازيهم حسب أعمالهم ف (يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ) ممن كفر وعصى ، فإنّ الله سبحانه حكيم لا يفعل عبثا أو خلاف العدل (وَيَرْحَمُ مَنْ يَشاءُ) من آمن وأطاع (وَإِلَيْهِ) أي إلى جزائه وحسابه (تُقْلَبُونَ) أيها البشر ، ومعنى تقلبون : ترجعون ، لأن الرجوع هو انقلاب الإنسان من حال إلى حال.
[٢٣] وإنكم أيّها الكفار لا تقدرون على الإفلات من عقاب الله سبحانه ، فإن الإنسان تحت قدرة الله ، يقلبه كيف يشاء ، ويفعل به ما يشاء ، سواء كان في الأرض أو في السماء (وَما أَنْتُمْ) أيّها الكفار (بِمُعْجِزِينَ) الله تعالى بأن تصنعوا صنعا يمنع من أخذكم والعذاب على أعمالكم ، سواء كنتم (فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ) على تقدير إن