إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (١٧) وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (١٨) أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ (١٩) قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ
____________________________________
عليكم ، فهو الإله وهو المتنعم (إِلَيْهِ) تعالى (تُرْجَعُونَ) أي إلى حسابه وجزائه مرجعكم إذا متم وإذا قامت القيامة ، فهو المبدئ ، وهو المعيد ، وهو المعطي لكم الرزق الآن.
[١٩] ثم قال لهم إبراهيم عليهالسلام (وَإِنْ تُكَذِّبُوا) قولي ولم تؤمنوا بي (فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ) أنبياءهم ، فلم يضر التكذيب الأنبياء (وَ) إنما ضر المكذبين إذ (ما عَلَى الرَّسُولِ) أي ليس عليه شيء (إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) أي أن يبلغ بلاغا ظاهرا واضحا ، فإذا أنجز عمله فقد ترى من عهدة ما كلف ويلقى جزائه الحسن.
[٢٠](أَوَلَمْ يَرَوْا) هؤلاء الكفار ، وهذا إما من تتمة كلام إبراهيم ، أو هذه الآية والسابقة واللواحق ، معترضة بين أثناء الكلام ، جيء بها للإيقاظ والتنبيه (كَيْفَ يُبْدِئُ اللهُ الْخَلْقَ) من العدم إلى الوجود (ثُمَّ يُعِيدُهُ) بعد الإماتة ، كما أنشأه من العدم ، فإن من يقدر على الابتداء قادر على الإعادة (إِنَّ ذلِكَ) الإرجاع والإعادة بعد الموت (عَلَى اللهِ يَسِيرٌ) سهل هيّن ، فكيف ينكرون البعث وهم يرون النشأة الأولى؟ كما أنهم كيف ينكرون وجود الله وهم يرون آثاره؟ وكيف ينكرون الرسالة وقد رأوا المكذبين كيف أهلكوا؟.
[٢١](قُلْ) يا رسول الله ، للكفار (سِيرُوا فِي الْأَرْضِ) بالسفر إلى البلاد ،