وَما هُمْ بِحامِلِينَ مِنْ خَطاياهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (١٢) وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَأَثْقالاً مَعَ أَثْقالِهِمْ وَلَيُسْئَلُنَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَمَّا كانُوا يَفْتَرُونَ (١٣) وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ
____________________________________
آثامكم عنكم ، ومرادهم بذلك أن لا إثم حقيقي في اتباع الكفر والعصيان ، وإنما هو إثم خيالي ، إذ لا بعث ولا نشور ، ثم ردّ الله سبحانه عليهم بقوله (وَما هُمْ بِحامِلِينَ مِنْ خَطاياهُمْ) إن كفروا وكذبوا (مِنْ شَيْءٍ) قليل أو كثير ، فإن الله سبحانه لا يعذب أحدا بذنب آخر ، نعم إن على هؤلاء عقاب الإضلال ، لكن ذلك لا يخفف من عقاب الأتباع شيئا ، بل للمضل عقاب إضلاله ، ولمن ضل عقاب ضلاله (إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ) فيما ضمنوا من حمل خطاياهم.
[١٤](وَلَيَحْمِلُنَ) هؤلاء الذين أضلوا (أَثْقالَهُمْ) أي أوزار أعمال أنفسهم (وَأَثْقالاً مَعَ أَثْقالِهِمْ) أي أوزار إضلالهم للناس (وَلَيُسْئَلُنَ) يسألهم الله سبحانه (يَوْمَ الْقِيامَةِ عَمَّا كانُوا يَفْتَرُونَ) من أنه لا ذنب للكفر والعصيان كما يقولون للمؤمنين يريدون إغواءهم ، والمراد بسؤالهم منهم أنهم يسألون مقدمة للعقاب ، فإن المجرم يسأل عنه سؤال تقرير ليعذّب حسب جوابه.
[١٥] ثم ينتقل السياق إلى بعض قصص الأنبياء لإنذار كفار مكة بأنهم إن لم يؤمنوا كان مصيرهم مصير الأقوام من قبلهم حيث كذبوا الرسل فأخذهم الله بعقاب كفرهم وعصيانهم (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ) ليدعوهم إلى الإيمان والطاعة (فَلَبِثَ فِيهِمْ) أي مكث داعيا لهم إلى