أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفانُ وَهُمْ ظالِمُونَ (١٤) فَأَنْجَيْناهُ وَأَصْحابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْناها آيَةً لِلْعالَمِينَ (١٥) وَإِبْراهِيمَ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللهَ وَاتَّقُوهُ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ
____________________________________
الإيمان (أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً) أي تسعمائة وخمسين سنة فلم يجيبوه ، ولم يؤمن إلا نفر قليل منهم ، ومثل هذا العمر ممكن فقد وصل العلم الحديث إلى إمكان تمديد العمر بواسطة الأغذية والأدوية (فَأَخَذَهُمُ الطُّوفانُ) وهو أن نزل من السماء المطر وتفجرت الأرض عيونا ، حتى علا الماء وأغرق الكل ، والطوفان الماء الكثير الغامر سمي طوفانا لأنه يطوف ـ بكثرته ـ في نواحي الأرض ، أو في النواحي التي يقع الكلام فيها (وَهُمْ ظالِمُونَ) قد ظلموا أنفسهم بالكفر والطغيان.
[١٦](فَأَنْجَيْناهُ) أي خلصنا نوحا منهم ومن الطوفان (وَأَصْحابَ السَّفِينَةِ) فقد أمر نوح أن يصنع سفينة ويركبها هو والمؤمنون وركبها ونجا من الغرق (وَجَعَلْناها) أي السفينة ، أو هذه القصة بكاملها (آيَةً) دالة على التوحيد ، أو على عذاب المكذبين (لِلْعالَمِينَ) أي الخلائق الذين يأتون بعد ذلك.
[١٧](وَ) لقد أرسلنا (إِبْراهِيمَ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللهَ) ولا تعبدوا سائر الآلهة الباطلة (وَاتَّقُوهُ) بإتيان أوامره واجتناب نواهيه (ذلِكُمْ) «ذلك» إشارة إلى ما ذكره من العبادة لله والتقوى و «كم» خطاب (خَيْرٌ لَكُمْ) من الكفر والعصيان ، والتفصيل هنا منسلخ عن معنى الفضل ، أو المراد