وَلَئِنْ جاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللهُ بِأَعْلَمَ بِما فِي صُدُورِ الْعالَمِينَ (١٠) وَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنافِقِينَ (١١) وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنا وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ
____________________________________
الدين ، لأنّ عذاب الله آجل ، وعذاب الناس له ـ المساوي في زعمه لعذاب الله ـ عاجل ، ولم يعذّب نفسه عاجلا خوفا من عذاب آجل؟ هذا هو مقدار إيمانه في البلاء ، فإنه لا يطيق ويسقط عند الامتحان ، وإذ ذهب الإيذاء وجاء النصر ، بسط ادعائه في وجه المؤمنين قائلا أنه كان معهم في ساعة الشدة ليجعل نفسه في مقدمة القافلة فيحوز الجاه العريض ، بعد تلك الانتكاسة (وَلَئِنْ جاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ) يا رسول الله ، لك وللمؤمنين ، وذهب أذى الكفار (لَيَقُولُنَ) ذلك الساقط في الامتحان المتراجع عند الإيذاء (إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ) أيها المؤمنون في ساعة العسرة (أَوَلَيْسَ اللهُ بِأَعْلَمَ بِما فِي صُدُورِ الْعالَمِينَ)؟ من الإيمان والنفاق ، وألم يعلم سبحانه أن هذا كيف انتكس عند البلاء؟ فهيهات أن يجعل كالصابرين القانتين الصامدين أمام الإغراء والإيذاء.
[١٢](وَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا) بحقيقة الإيمان فدخل الإيمان قلوبهم حتى أن الافتتان لا يصرفهم عن حقيقة إيمانهم (وَلَيَعْلَمَنَ) الله (الْمُنافِقِينَ) الذين آمنوا ظاهرا ، فإذا فتنوا جعلوا فتنة الناس كعذاب الله.
[١٣](وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا) بالله ورسوله (لِلَّذِينَ آمَنُوا) بحقيقة الإيمان (اتَّبِعُوا سَبِيلَنا) في الكفر والطغيان (وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ) فنحن نحمل