فَلا تُطِعْهُما إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٨) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ (٩) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ فَإِذا أُوذِيَ فِي اللهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذابِ اللهِ
____________________________________
«تشرك» أي تجعل شيئا شريكا لي ، وليس لك بذلك الشريك علم ، من باب السالبة بانتفاء الموضوع ، إذ تعلم إنه ليس لي شريك ، فلا شريك حتى تعلمه ، كما يقال : لا يعلم الله لنفسه شريكا ، يعني إنه لا شريك له حتى يعلمه (فَلا تُطِعْهُما) في الإشراك بي (إِلَيَ) أي إلى حسابي وجزائي (مَرْجِعُكُمْ) أي رجوعكم أيها البشر ، و «مرجع» مصدر ميمي فلا تخالفوا أوامره حتى تبتلوا بالعقاب والنكال (فَأُنَبِّئُكُمْ) أي أخبركم (بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) والمراد بالإخبار الجزاء على العمل ، كما تقول لمن تريد وعده أو إيعاده : سأخبرك بعملك.
[١٠](وَالَّذِينَ آمَنُوا) بما يجب الإيمان به (وَعَمِلُوا) الأعمال (الصَّالِحاتِ) رجوع إلى ما سبق ليرتب عليه قوله (لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ) أي في جملتهم وزمرتهم.
[١١] وإذ قد سبق امتحان الله للمؤمنين ولزوم الجهاد في سبيله ذكر السياق من ليس كذلك ممن يظهر الإيمان ولا يجاهد ويرسب عند الامتحان (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ) بمجرد قولة اللسان (فَإِذا أُوذِيَ) آذاه الكفار (فِي اللهِ) أي في جهة علاقته بالله وإيمانه به (جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذابِ اللهِ) ويظن أنه إن ترك الإيمان لا يعذّب بعذاب الله أكثر من هذا العذاب الذي يلقاه بواسطة إيمانه ، ولذا يفكر في الرجوع عن