فَإِنَّما يُجاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ (٦) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ (٧) وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً وَإِنْ جاهَداكَ لِتُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ
____________________________________
أتعب نفسه في دفاعه لأجل الإيمان (فَإِنَّما يُجاهِدُ لِنَفْسِهِ) إذ فائدة الجهاد تعود إليه (إِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ) فهو لا يحتاج إلى جهاد المؤمنين ، وإنما المؤمنون يحتاجون إلى الجهاد لنيل السعادة لأنفسهم.
[٨](وَالَّذِينَ آمَنُوا) بالله ورسوله واليوم الآخر وما جاء به الرسول (وَعَمِلُوا) الأعمال (الصَّالِحاتِ) الملازم لعدم السيئات (لَنُكَفِّرَنَ) أي نبطلنّ ونمحون (عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ) التي اقترفوها حتى يبقون بلا سيئة (وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ) أي نعطيهم الجزاء ب (أَحْسَنَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ) إما المراد أحسن جزاء أعمالهم ، كأن يكون الجزاء مثلا للعمل الفلاني درجة واحدة فنعطيهم درجتين ، وإما المراد يعطون جزاء أحسن أعمالهم ، أما الأعمال السيئة التي توجب النكال ، والأعمال التي توجب خفة الإنسان ونزول رتبته في أعين الناس ، فلا نجزيهم عليها.
[٩] وحيث ذكر سبحانه جزاء من عمل الصالحات أشار إلى ما هو من أهمّ الأعمال الصالحة ، الذي هو بر الوالدين فقال (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ) أي أمرناه أن يعاشر والديه (حُسْناً) بإطاعتهما ، والنزول عند رغبتهما.
(وَإِنْ جاهَداكَ) أيها الإنسان ، وألزماك (لِتُشْرِكَ بِي) بأن تجعل لي شريكا ، حيث كانا مشركين (ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) «ما» مفعول